المقدمة:
في هذهِ الفترة انتشرت نوعية جديدة من قصص الرعب، عبر الإنترنت، وتتميز بشدة القصر، ويطلَق عليها اسم "مايكرو فيكشن"، وتعتبر تلك القصص نوعًا من الكتابة يُقدِّم لك قصة مُثيرة في حبكة قصيرة جدًا، ولكنها تُشعرك بأنك بحاجة إلى قراءة المزيد، واليوم تفكير يُقدم لكم، أفضل مجموعة قصيرة من المايكروفيكشن للكاتب صلاح الدين نعيم.
![]() |
خمس قصص مايكروفيكشن - صلاح الدين نعيم |
المايكروفيكشن الأولى: عام 2030.
"السَابِع عشر من شهرِ ينَاير عَام ٢٠٣٠"
لم يعد يوجد في مَنزِله طعام، تركَهُ أبناؤه مُنذ سنوات وسَافروا إلى الخَارِج بعد بيعه لمستقبلِهم مُقابِل بعض اللقيمات.
أشعل شمعةً؛ فلم تعد تأتي الكهربَاءُ سِوى ساعة يوميًا، وظل يبحث في الظلَامِ عن حبرٍ أو ورقٍ يُفرِغ فيه السواد الذي بداخله، لم يجد إلا جدارًا ارتطم به فقام بقطع إصبعِه وكتب رسالة انتحا.ره!
المايكروفيكشن الثانية: أخي الصغير.
'أخِي الصَغِير "مالِك" مُنعزِل في الفترة المَاضية وحيدًا داخل غُرفته، لا يفعل شيئًا سوى مُشاهدة قنَاة جديدة تعرض أفلام الكارتون، ويخرج لكي يأكل أو يقضي حَاجته فقط ولا يتحدث معنا.
الأمور تسِير على هذا النحو حتى استيقظتُ في يوم على صوت التِلفاز عاليًا في غُرفته، عِندما فتحت بابها اكتشفت أن "مالِك" لا يوجد له أثر! شبَّاك الغرفة مُغلق، وباب الشقة دائِمًا قبل النومِ أغلقهُ بالمفتاح، أقصِد استحالة خروجه أثناء نومي.
قُمت بإبلاغ الشرطة وبعد أسابيع من البحثِ كدت أفقِد الأمل في عودة أخي الصغير.
ولكن بعد عودتي إلى المنزلِ؛ جلستُ داخِل غُرفته أُشاهِد كرتونه المفضل لأكتشِف شخصية كرتونية تُشبه "مالِك" للغاية ونفس صوته!
كان يصرُخ خوفًا ويتألم مِن كائِن أقرب إلى كونِهِ شيطان شكله بشع مُمسكًا بمنجل حاد يُعذِبهُ! مستحيل أن يكون هذا مشهدًا لفيلم كارتوني يُعرض لأطفال!
بعد بحثي على جُوجِل عن هذه القناة وجدتُ أن مالِكها توفى مُنذ خمسِ سنوات ويُقال عنه أنه دجَّال كبيِر ويُمَارِس السِحر الأسود ومُتهم في أكثر مِن قضية قَتـ.ل لأكثر من سبعين طفلاً خِلال فترة عرض الكارتون، والغريب أكثر أن بعض أهالي الأطفال المفقودة صرّحوا أنهم وجدوا شخصيات تُشبِه أبنائهم في القناة!
بلعت ريقي عِند قراءة تعليق أحد الأشخاص يقول فيه: "بمُجرد عِلم الأهالي بالحقيقة يأتي إليهم شبح هذا الشخص ويقتـ.لهم على الفورِ"
أستطيع القول أن هذا الكلام حقيقي لأني أُشَاهِده الآن يقف خَلفي في المرآة مُمسِكًا بِمنجَل ويهوى به عل..".
المايكروفيكشن الثالثة: صندوق خطيبتي.
وجَدتُ بابَ شقتِي يُطرَق، وإذا بـِعامِل توصِيل يَحمِل صندُوقَ هدايا ويَطلُب منِي الإمضَاء على إيصَال الإستلام.
سألته: من أرسَلَ هذا الصندوق؟
ليُجيب عليّ بأن خطيبتي هي من أرسلته.
كيف وأنا لم أخطب بعد؟
ردّ بأنها لم تترك أيّة بيانات خاصة بها.
استلمته منه وشكرته، أغلقتُ البابَ وهممت بفتح هذا الصندوق لأجد داخله كتاب كامل يحتوي على صور لي، المرعب في الأمرِ أن كل هذه الصور مُلتقِطة بغير علمي، بل أن بعضها أيضًا داخل غُرفتي وأنا نائِم!
إذن هُناكَ من دخَل بَيتِي! المُرعِب أكثر أن آخر صفحة تحتوي على صورةٍ لي مُلتقِطة الآن وأنا أُمسِك بالصندوق وأنظر إلي الكتاب!
المايكروفيكشن الرابعة: صاحب العين الواحدة.
كنت أشعر كل ليلة بأيَادِي تمسك قدمَاي أثناء نومي، وحين استيقظ أجد أمامي شخص مُشوّه له عين واحده تتوسط وجهه يقترب، ثم ينظُر لي ويختفي فجأة.
تكرر الأمر لأربع ليالي متتَالية حتى قررت النوم في غرفة أخرى، في أول ليلة استيقظت على شيء يُكبِّل جَسدِي بقوة وصوت بجَانبي يقول بإنتصَار "هذه المرة لن يُقظك وينقذك مني صاحب العين الواحدة"
المايكروفكشن الخامسة: شبح الممرضة.
قبل آذان الفجرِ، أيقظتني الممرضة للكشف على مُصاب بإطلاق النار، لا يهمني إن كان شبح هذا الرجل المتوفي يُصر على الحضور يوميًا ليكرر ما فعله عندما آتى للمستشفى أول مرة، ولكن ما يُثير غضبي بالفعل هو إصرار شبح تِلك الممرضة التي قتىلها اقاربه في ثورة غضبهم عند إبلاغهم بموته على إيقاظي فجرًا كل يوم لإعادة الكشف على ذلك الوغد.!
المايكروفيكشن السادسة: رأس السنة.
ودّت يومها أن تمُر ليلة رأس السنة بسلامٍ، ولكن أخاها كان يثمل كثيرًا بعد وفاة والدهما وأوسعها ضىربًا، فبكت وكتبت أمنيتها على ورقةٍ: "أتمنى أن لا يُضىربني أخي ثانية"
ليلتها، ابتسمت عِندمَا شاهدت بابا نويل يخرج من غرفة أخيها مرتديًا زيًا أسود اللون، ويتجه إلى المدفأة ويضع شيئين في الجورب الذي ثبّته على حافتها ويغادرها، تحوّلت فرحتها إلى فزع وهي تتأمل هديتها، فقد ترك لها كفّين بشريين ممزقين ينزِ.فان دمًا، واتسعت عيناها هلعًا عندما سمعت الصرخة المؤلمة التي أطلقها أخاها.
خاتمة: عرضنا اليوم لكم، مجموعة قصيرة من قصص المايكروفيكشن، للكاتب صلاح الدين نعيم، ولن نتكاسل في نشر كل ما يتعلق بالقصص والروايات الأدبية في القترة القادمة بإذن الله تعالى، ولا تنسوا قراءة مراجعات الروايات السابقة، دمتم بخير أصدقاء تفكير.
تعليقات
إرسال تعليق